القائمة الرئيسية

الصفحات

الدولة السلجوقية



محتويات
١ الدولة السلجوقيّة
٢ أهمّ معارك وفتوحات السلاجقة
٣ أقسام الدولة السلجوقيّة
٤ نهاية الدولة السلجوقيّة


الدولة السلجوقية

 لقد تأسَّست دولة السلاجقة على يد العائلة العسكريّة الحاكمة لقبائل الغزو التركيّة، ويُنسَب السلاجقة إلى جدِّهم و زعيمهم الذي يُدعى سلجوق بن دقاق ، علماً بأنّ هذه الدولة بدأت تشنّ هجومها على جنوب غرب آسيا في القرن الحادي عشر ميلاديّ في القرن الخامس هجريّ، حتى قامت بتأسيس إمبراطوريّتها الكبيرة التي تضمَّ مناطق ما بين النهرَين، وسوريا، وفلسطين، ومعظم أراضي إيرانن ، ثمّ جاء القائدان العظيمين : ألب أرسلان، وملكشاه فقاما بتوسيع الإمبراطوريّة إلى أن وصلت إلى حدود مصر، ويعود أصل السلاجقة إلى قبيلة "كنك" التركمانيّة، والتي تُعَدّ جزءاً من قبائل "الغز" التي تتكوّن من 23 قبيلة، حيث كانوا يُقيمونَ في تركستان التي تمتدّ من هضبة منغوليا وشمال الصين شرقاً، إلى بحر قزوين غرباً، ومن سهول سيبيريا شمالاً، إلى شبه القارّة الهنديّة وفارس جنوباً، وقد عُرِفوا بَعْدَ ذلكَ بالأتراك،  فالدولة السلجوقيّة كانت تعتنقُ الإسلام، فقد حرصت على بناء المدارس الإسلاميّة لتعليم ابنائها وبناتها، وبنت الكثير من المساجد، كجامع أصفهان الكبير، كما تبنّى السلاجقة اللغة الفارسيّة؛ فانتشرت لتحلَّ محلّ اللغة العربيّة.
★ أهمّ معارك وفتوحات السلاجقة
• موقعة ملاذكرد
فلقد وقعت المعركة  عام 1071م/462هـ، بينَ السلاجقة، والدولة البيزنطية، حيث أَخَذت الدولة السلجوقيّة بعض الأراضي الموجودة على الحدود الشرقيّة البيزنطيين، ممّا دفعهم إلى إرسال جيوشهم في حملة بقيادة رومانوس؛ لاستعادة هذه الأراضي التي احتلها السلاجقة ، بجيش يتراوح عدده بين 40 الف الى 70 الف جنديّ بيزنطي، إذ تجمّعوا خارج القسطنطينيّة، وتوجّهوا إلى مدينة حلب، إلّا أنّ قائداً منافساً لرومانوس يُدعَى دوكاس أَخَذ قِسْماً من الجيش، وتوجَّه شرقاً إلى نهر الفرات، فقرر رومانوس ان يتبعه حتى وصلَ إلى منطقة ملاذكرد، وقد سمع  أرسلان ملك السلاجقة آنذاك بهجوم الجيش البيزنطيّ على مدينة حلب، فحضَّرَ جيشاً للقائهم، وعندما علمَ بتغيير وجهتهم، انتقلَ إلى الشمال، إلّا أنّ عدد جنوده قليلا كثيراً، وبالرغم من ذلك، فقد استطاع الوصول إلى أرمينيا، ومن تم أخذَ يُرسِلُ جُنوده لقتال البيزنطيّين، فاشتبكَ الجيشانِ، وتمكَّن جيش السلاجقة من هزيمة الجيش البيزنطيّ. بَعْدَ هزيمة الجيش ، أرسلَهم عَرْض سلام لكن البيزنطيين رفضوا العرض، إذ إنّ الجيش البيزنطيّ استطاع ان يستعيد ترتيبَ صفوفه، وعَزَموا على الهجوم مرّة أخرى، إلّا أنّ جيش السلاجقة رماهم بالسهام من أعلى تلّة قريبة، فأمرَ رومانوس بانسحابِ الجيشِ كله إلى مُعسكَرهم، لكن لم يمتثل الجناحَ الأيمن للأوامر رومانوس، ممّا أدّى إلى حدوث ثغرات في صفوف الجيش، لكن دوكاس خان رومانوس؛ حيث قام بسَحَب القوّات الاحتياطيّة، فاستغلَّ أرسلان ضَعْف الجيش، وأرسلَ سلسلة من الهجمات على الأجنحة البيزنطيّة، ممّا تسبّب بهزيمتهم، وأَسْر قائدهم رومانوس، وفي هذه المعركة، خَسِرَ الجيش البيزنطيّ 8 آلاف مقاتل، واستولى السلاجقة على عدة مناطق مثل أنطاكيا، وأوديسا، وهيروبوليس، وملاذكرد، ودَفَع لهم البيزنطيّون 1.5 مليون قطعة ذهبيّة، 360 ألف قطعة ذهبيّة سنويّاً؛ كفدية لرومانوس الذي سمحَ له السلاجقة بالعودة إلى القسطنطينيّة لاحقاً. 

الحروب الصليبيّة كان للسلاجقة دورٌ هام في مقاومة الحروب الصليبيّة، ونقدم لكم  أهمّ المواجهات التي حدثت في ذلك الوقت:

• معركة حماية أنطاكيا: قَصَد الصليبيّون أنطاكيا للسيطرة عليها،  لكن قائد الدولة  كربوغا علم بذلك ، وكان أمير الموصل آنذاك، وحرص على تجهيز جيشه ؛ ليمَنْع سقوط أنطاكيا في ايدي الصليبيين، لكنه مرّ في طريقه بمملكة تدعى الرها البيزنطية، فحاصرها لمدّة 3 أسابيع، ممّا أدّى إلى حصار أنطاكيا من قِبَل جيش الصليبيّين، وعندما سمعَ كربوغا بذلك، فكَّ الحصار عن الرها وتوجَّه إلى أنطاكيا، وفي طريقه أقامَ في مرج دابق، واستطاعَ ضمّ العديد من أمراء المناطق لحملة المواجهة، وعندما وصلَ إلى أنطاكيا التي كانت ما تزال بأيدي المسلمين، حاصر الصليبيّين، ممّا جعل الصليبيّين يشعرون بالضَّعف، فأرسلوا إلى كربوغا يطلبونَ الأمان، إلّا أنّ كربوغا رفضَ، فاندفعَ الصليبيّين إلى مواجهته، وزحفوا باتجاه جيش المسلمين، وفرّقوهم، وعلى الرغم من عدم انتصار جيش المسلمين في هذه المواجهة، إلّا أنّها مُهمّة جداً؛ لكونها دَفعت المسلمين في التفكير لمواجهة الحملات الصليبيّة، وكَسْر هَيبتها.
• معركة البليخ أو الحران: في ذلك الوقت توجّه جيشٌ مكون من 10 آلاف جندي من العرب، والأتراك، والأكراد إلى مملكة الرها، فسمعَ حامي الرها البيزنطيّ بذلك، وأشار عليه الأمراء بالذهاب إلى حران لقتالِهم ، وعندما وصلَ إلى حران ، كان عدد جُنده 13 ألفاً، فتقابل بجيش المسلمينَ عند وصولهم لقتاله، وذلك عند نهر البليخ،وتم هزيمة الجيشَ البيزنطيّ من قِبَل المسلمين الذين غنموا بالكثير من الغنائم أيضاً.
• معركة مرسيفان: فلقد تجمَّع جيش الصليبيّين؛ للهجوم على بيت المقدس، وكانوا يعيثون  كلّ ما مرة من قرية عمو فيها الخراب ، وعند وصولهم إلى كنغري، فقاتَلَهم جيش الأتراك، فلم يتمكّنوا من السيطرة على المدينة، ممّا جعلهم ينسحبون و منهكين ، حيث توجهُ الى مدينة قسطموني البيزنطيّة؛ لاستعادة قُوّتهم، إلّا أنّ الجيش التركيّ الشجاع تَبِعَهم، واستمرَّ بمطاردتهم حتى قضى على خُمس الجيش البيزنطيين.
• معركة هرقلة 1 : فلد حدثت هذه المعركة في منطقة هرقلة، عندما واجهت القوّات الفرنسيّة التي كانت مُنْهَكة من معارك خاضَتها ضدّ السلاجقة؛ بسبب محاولاتهم الفاشلة في السيطرة و احتلال على مدينة قونية، ممّا أدّى إلى الإطاحة بهم من قِبَل الجيش السلجوقيّ، والقضاء على جيشهم بأكمله، عدا الكونت، و6 من أتباعه.
معركة هرقلة 2 : توجَّه نحو 60 ألف مقاتل من الجيش الفرنسي، والألماني إلى قونية، فوجدوها خالية، ثمّ توجَّهوا أيضاً إلى هرقلة، وهناكَ شعروا بالتعب؛ لطول الطريق، فوجدوا المدينة خالية أيضاً، إلّا أنّ الجيشَ السلجوقيّ كان قد نَصَبَ كميناً للقوّات الصليبيّة، فهاجموهم بغتةً، واستطاعوا القضاء عليهم.
أقسام الدولة السلجوقيّة
بَعْدَ ضَعْف الدولة السلجوقيّة، انقسَمت  إلى عِدّة فِرَق توزَّعت في مناطق مختلفة، سوف نقدم لكم الى كم من تقسيمات قسمت :
السلاجقة العِظام: فلقد كانَ أبرز قادتهم: طغرل بك، وألب أرسلان، وملكشاه، أمّا القادة الذينَ كانوا يتسبّبون في اندلاع الحروب، فهم: رُكن الدين أبو المُظفَّر بركياروق، وغياث الدين أبو شجاع محمد، ومعز الدين سنجر أحمد.
سلاجقة الشام: سيطرَ سلاجقة الشام على مناطق من الجزيرة، والشام، بَعْدَ أن انتزعوها من الدولة الفاطميِة، والروم، فقد انتهى حكمهم عام 1117م/511هـ، على يد أتابكة الشام، والجزيرة.
سلاجقة كرمان: وهم السلاجقة الذينَ استطاعُ السيطرة على منطقة جنوب فارس، وبعض مناطق الوسط، حيث امتدَّ حكمهم منذ عام 1042م/433هـ، تم القضاء عليهمعلى يد التركمان عام 1187م/583هـ.
سلاجقة العراق: وهم السلاجقة الذينَ احتلوا  منطقة العراق، والريّ، وهمذان، وكردستان، وقد نَشَروا حكمهم منذ سنة 1117م/511هـ، حتى قام عليهم الخوارزميّون سنة 1194م/590هـ.
سلاجقة الروم: استطاع سلاجقة الروم  السيطرة على بعض مناطق آسيا الصُّغرى، التي كانت خاضعة لسُلطة الروم، وانتهى حكمهم عندما غزاهم الأتراك العثمانيّونَ، وذلك سنة 1301م/700هـ.
★ نهاية الدولة السلجوقيّة
وقعت عام 1230م/427هـ حرب ضِدّ سلالة خوارزم الشاه في إيران، من قِبَل السلطان علاء الدين كَيكبَاد، وقد أدّت هذه المعركة إلى تفكُّك السُّلطة السلجوقيّة، وعندما وَصَل غَزو المغول إلى الحدود الشرقيّة لتركيا، حاولَ السلاجقة صَدّ هجوم المغول، ووقعت معركة بينَ القوّتين سنة 1243م/642هـ، معركة تُدعى " كوسه داغ"، انهزمَ فيها السلاجقة، وبدأ بفقدان سيطرتهم وحُكمهم على البلاد، وبَقِيت الدولة السلجوقيّة كجزء من الدولة المغوليّة، إلّا أنّها استمرَّت بالمقاومة  حتى اختفت في القرن 14م /القرن 8 ه‍ ، ويَذكُرُ بعض المُؤرِّخون أهمّ الأسباب التي أدّت إلى ضَعْف الدولة السلجوقيّة، ومنها:
حدوث صراعات الأهليّة التي كانَت داخل دولة ، وإشعال الفتنة بين أُمراء الدولة السلجوقية، من قِبَل بعض الأُمراء، والوزراء.
تم عدم قدرة الدولة السلجوقيّة على توحيد بلدان  الشام، ومصر، والعراق، تحت سُلطة الدولة العبّاسية.
وايضا الصِّدام العسكريّ بينَ السلاجقة، والذي أدّى بدوره إلى انهيار الدولة في العراق.
وكذلك الغَزو الصليبيّ المُستمرّ على المناطق التي تُسيطرُ عليها الدولة السلجوقيّة.

تعليقات